تحالف ومنافسة وصراع، ثالوث معقد ومتناقض يشوب العلاقات بين السعودية والإمارات.
اليوم، يتعلق الجدال، الأكثر تأثيرًا، في الخلافات بين السعودية والإمارات، بملف التزاحم بين أبوظبي والرياض على مستوى زعامات البلدين واعتبار أي من البلدين يملك الكلمة الأولى في المنطقة. ففي الوقت الذي تعتبر الإمارات نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي وامتداد نفوذها الإقليمي والدولي يؤهلها لتكون الدولة الرائدة بين دول الخليج، ترفض الرياض الإقرار بذلك متمسكةً بدورها التاريخي خليجيًا وعربيًا وإسلاميًا.
في فترة وجيزة، نجحت الإمارات في أن تكون أحد أهم الدول صعودًا واتساعًا في نفوذها الإقليمي والدولي، بالتوازي مع كونها مركزًا إقليميًا للتجارة والسياحة والخدمات ووجهة ناجحة للأعمال والاستثمارات، وهو مسار لم تلتحق به السعودية إلا منذ وقت وجيز، حين أطلق ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، في العام 2016 رؤية السعودية 2030، وهي رؤية طموحة تعد انقلابًا حقيقيًا على مسار التنمية التقليدي المعتمد على مبيعات النفط.
هذه الرؤية بالذات، وإلى جانب تنافس الريادة السياسية في المنطقة واختلاف وجهات النظر حول بعض القضايا الإقليمية، دشنت المنافسة والتوتر السياسي بين السعودية والإمارات بعد مرحلة تناغم لم تدم طويلاً.