لم يكن في مقدور رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، صباح الأربعاء 8 يناير الماضي بعد لقاء المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي الخامنئي، الخروج بتصور واضح عما إذا كان الأخير يُشاطره الرأي في ضرورة الحفاظ على الحشد الشعبي على حساب الفصائل والميليشيات العراقية أم لا؟
رئيس الوزراء العراقي قدم لمرشد الثورة الإيرانية رؤيته في الخروج من مأزق الضغوط الأمريكية المتزايدة على حكومته، وذلك عبر حل الميليشيات والحشد الشعبي بشكل كامل والإبقاء على الجيش العراقي باعتباره القوة العسكرية الوحيدة في البلاد.
تشير مصادر مطلعة في طهران إلى أن السوداني أخبر خامنئي بأنه استطاع اقناع واشنطن بحل الميليشيات عبر تذويبها داخل الحشد الشعبي الذي ستكون قيادته بيد الجيش حصرًا، وليس أمراء الفصائل الحاليين.
مرشد الثورة الذي تعتبر بلاده الحشد الشعبي قوة سياسية وعسكرية ضاربة في محورها، لم يستجب لمقترح السوادني ولم يرفضه صراحة، اكتفى المرشد بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الحشد الشعبي، مشيرًا إلى أن الحشد الشعبي هو “أحد مكونات السلطة المهمة في العراق والذي ينبغي الحرص على الحفاظ عليه وتعزيزه”، وهو ما أكده بيان مكتب المرشد لاحقًا في بيان صحافي، ما لم ينقله البيان الرسمي هو سؤال المرشد المباشر لرئيس الوزراء العراقي: “وما يدريك أن هذا هو كل ما يريدهُ الأمريكيون منكم؟!”.
خرج السوداني من الاجتماع وهو لا يعرف تمامًا، ما الذي يجب عليه أن يفعله.