ماذا نعرف عن سلاح الجو الإماراتي (UAEAF)؟
تُصنف القوات الجوية الإماراتية باعتبارها القوة الجوية الثانية في منطقة الخليج بعد المملكة العربية السعودية. وتتيح 335 طائرة عسكرية، منها 119 وحدة هجومية، للإمارات قدرات عسكرية فارقة وجاهزية فعالة وفريدة على مستوى القوة الهجومية والمناورات، ويمتاز مشغلوها بمستوى عالٍ من الكفاءة والتدريب هو الأكثر كفاءة بين دول الخليج. وتمتلك القوات الجوية الإماراتية المقاتلات الأحدث من الجيل الرابع في العالم.
خلفية تاريخية
وبعد عامٍ واحد من الوحدة، أُعيد تسمية القوات الجوية لإمارة أبو ظبي لتصبح “القوات الجوية الإماراتية” بدلاً من “جناح السماء Air Wing” التي كانت قد تأسست خلال الحماية البريطانية الغير رسمية لمنطقة ساحل الولايات المتصالحة.
وفي عام 1999 تم دمج القوات الجوية التابعة لإمارة أبو ظبي والقوات الجوية التابعة لإمارة دبي لتصبح سلاح الجو الموحد للإمارات، والذي يتمركز حالياً في مقري قيادة، الأول هو مقر القيادة الغربي والذي يقع في أبو ظبي، والثاني هو مقر القيادة المركزي في دبي، ما أعطاهما قدراً من الاستقلالية على المستوى العملياتي (Yates, 2020).

القدرات العسكرية
تحتل القوات الجوية الإماراتية المركز الـ 32 في التصنيف العالمي من أصل 103 مركزًا تبع تصنيف “الدليل العالمي للقوات الجوية WDMMA” بينما تحتل القوات الجوية السعودية المركز الـ17 (ما يجعل القوات الجوية الإماراتية في المرتبة الثاني خليجياً)، وتمتلك الإمارات 335 طائرة عسكرية (119 وحدة هجومية، 59 وحدة دعم وإسناد، 157 وحدة تدريب) وتوجد 168 وحدة منهم في حالة استعداد كامل، بينما تمتلك القوات الجوية السعودية 702 طائرة.
تأتي الطائرات الهجومية في مقدمة الترسانة الجوية الإماراتية، بعدد 55 مقاتلة F-16E التي حصلت عليهم في عام 2004 وخضعت التطوير والتحسين في عام 2017 لتحصل الطائرات على معالجات حاسوبية أحدث وأجهزة رادارNorthrop Grumman APG-80 AESA، وبذلك تمتلك القوات الجوية الإماراتية المقاتلات الأحدث من الجيل الرابع في العالم بحسب شركة Lockhead Martin المُصنعة.
وتتضمن ترسانة الإمارات الجوية 44 مقاتلة Mirage 2000/EAD/RAD فرنسية الصُنع، وهي طائرة مقاتلة من الجيل الرابع قادرة على المناورة وضرب أهداف طائرة وأرضية بدقة عالية، وتعمل الإمارات على استبدالها بعدد 80 مقاتلة Rafal F4 الأحدث من نوعها، في صفقة تُقدر قيمتها بنحو 17 مليار يورو. ومن المتوقع أن تتسلمها القوات الجوية الإماراتية بحسب شركة Dassault Aviation بين العام 2027 والعام 2031، وتمتلك الإمارات أيضاً عدد 20 طائرة AT-802i التي تُستخدم في أغراض مدنية وعسكرية، وتستعمها الإمارات في مراقبة الحدود وفي العمليات التي تستدعي تدخلاً مباشرًا كما في حالة الاختراقات الحدودية.
في يناير عام 2021 وافقت الولايات المتحدة على صفقة لتوريد 50 مقاتلة من مقاتلات الجيل الخامس F-35s و18 طائرة بدون طيار MQ-4B إلا أن الصفقة لم تُنفذ كما هو مخطط لها؛ وذلك لاشتراطات أمريكية بخصوص توفير بيئة تحتية خاصة ما جعل هناك إمكانية للتفكير في شراء طائرات الجيل الخامس من الصين وخصوصاً طائرات J-20 لكن لا توجد أي اتفاقات بعد.
يمتلك سلاح الجو الإماراتي سرب من الطائرات المروحية تقدر بعدد 15 وحدة، تنقسم إلى طائرات الاستخدام الخفيف مثل Bell 407 أو H125M والاستخدام المتوسط مثل Bell412 وصولاً الي الطائرات ذات الاستخدام الخاص مثل AW139 الإيطالية التي تمتلك منها القوات الجوية 8 وحدات، وتُستخدم كلها في مهام المراقبة الحدودية وفي نقل القوات إلى مناطق العمليات واستخدامات خاصة أخرى.
أيضاً يمتلك سلاح الجو عدد 32 طائرة شحن عسكري و3 طائرات تزود بالوقود، وتتراوح طائرات الشحن بين ذوات القدرات التكتيكية في نقل المعدات والجنود مثل C-130H/L-100 (8 طائرات)، أو CN-235 (9 طائرات)، وطائرات ذات استخدام تكتيكي واستراتيجي معاً مثل C-17 (8 طائرات)، بالإضافة الي 7 طائرات ذات الاستخدام الخفيف أو الخاص مثل King Air 350 أو P.180، وأيضاً 3 طائرات KC-130 الأوروبية من انتاج Airbus والتي يمكنها بتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود من أجل القيام بمهمات بعيدة.
وفي ترسانة سلاح الجو الإماراتي أيضاً عدد كبير من الطائرات التدريبية من أجل رفع كفاءة الطيارين بشكلٍ مستمر وهي تٌقدر ب157 طائرة تدريبية، على سبيل المثال، يوجد طائرات التدريب الأساسي PC-7 السويسرية وتقدر بعدد 31 طائرة وطائرات G115 وعددها 12 طائرة، أيضاً طائرات التدريب المتقدم PC-21 وتمتلك منها 25 طائرة، بالإضافة لطائرات التدريب القتالية، مثل: F-15F (21 طائرة)، M2000-9D/DAD (15 طائرة)، Hawk102 (12 طائرة)، MB.339 (12 طائرة)، ويمتلك سلاح الجو بالمثل طائرات تدريبية لسربه من الطائرات المروحية، مثل:Bell 407 (13 طائرة)، H125M (طائرة واحدة).
وتوجد أيضاً طائرات من أجل الاستخدام الخاص وعددها 9 طائرات، مثل: MPA-08 وChallenger 650 وهي تستخدم لمراقبة الحدود البحرية في الخليج، وهناك طائرات GlobalEye multi-domain AEW&C القادرة على فرض مراقبة جوية وأرضية وبحرية، وهي مزودة بعدد من المستشعرات والمسح الرادارى الإلكتروني (AESA)، وقد حصل سلاح الجو الإماراتي على 3 وحدات حتى الآن ومن المنتظر أن يحصل على طائرتين اضافيتين.
وفي عام 1999 تم دمج القوات الجوية التابعة لإمارة أبو ظبي والقوات الجوية التابعة لإمارة دبي لتصبح سلاح الجو الموحد للإمارات، والذي يتمركز حالياً في مقري قيادة، الأول هو مقر القيادة الغربي والذي يقع في أبو ظبي، والثاني هو مقر القيادة المركزي في دبي، ما أعطاهما قدراً من الاستقلالية على المستوى العملياتي (Yates, 2020).
القدرات البشرية والمالية
يقدر تعداد القوات العاملة في الجيش الإماراتي بنحو 65000 مجندًا؛ ويشارك ما بين 4000-5000 فرد عامل منهم في سلاح الجو، ما بين مدنيين وعسكريين، ويُشكل المُدربيون الباكستانيون نسبة وازنة من المتعاقدين المدنيين في سلاح الجو الإماراتي، وتتوزع القوات الجوية الإماراتية على ثمانية قواعد حوية ومطارات عسكرية، تمتلك إمارة أبو ظبي حصة الأسد بسبعة قواعد ومطارات، خمسة منها في أبوظبي (الظفرة، البطين، ساس النخل، مطار أبو ظبي الدولي، السويحان) واثنتان في مدينة العين التي تحتوي على قاعدة ومطار عسكري واحد، وفي دبي تتواجد قاعدة المنهاد الجوية وهي القاعدة الأكبر من حيث تدريب القوات الجوية الإماراتية، بالإضافة لكونها مركزًا لتواجد عسكري من مختلف أنحاء العالم.
وبحسب تقرير إدارة التجارة الدولية (ITA) يشير التقرير إلى أن الإمارات تحتل المركز السادس في الإنفاق العسكري بواقع 5.6% من الناتج القومي المحلي، في عام 2024 أنفقت الإمارات نحو 25 مليار دولار، وانفقت بين العام 2010 والعام 2019 ما نسبته 16-15% من ميزانية الدفاع على شراء معدات عسكرية أحدث وتحديداً من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، ويستحوذ سلاح الجو الإماراتي على نصيب الأسد من تلك المشتريات سنوياً.
الحروب والمهام الخارجية
دشنت القوات الجوية الإماراتية أولى عملياتها في عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية، وتحديداً ضد تواجد القوات العراقية على الأراضي الكويتية، وقامت بالتنسيق مع التحالف الدولي بقصف القوات العراقية ودفعها للانسحاب.
ومنذ عام 2014 شاركت القوات الجوية بشكل أكبر ومكثف في قصف تجمعات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” سواء ضمن التحالف الدولي في سوريا والعراق أو بمشاركة القوات المصرية ضد وجود التنظيم شرق ليبيا، وفي عام 2015 انضمت القوات العسكرية الإماراتية للقوات السعودية ضمن ما يُعرف باسم عملية “عاصفة الحزم” التي استهدفت بشكل أساسي جماعة أنصار الله “الحوثيين” التي فرضت سيطرتها على العاصمة صنعاء، وشارك سلاح الجو الإماراتي بقصف تجمعات ومصانع سلاح لقوات الحوثي في صنعاء ومأرب، ووفرت حماية جوية للقوات الحكومية في جنوب البلاد خصوصاً في حضر موت وعدن.
وفي 2019 قامت القوات الجوية؛ بتوفير غطاء جوي للمجموعات العسكرية التابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، الذي أعلن استقلاله عن حكومة عبد ربه منصور هادي، وقصفت تجمعات القوات الحكومية وأخرجتها من عدن.
مراجع مقترحة:
Yates, Athol (2020). The Evolution of the Armed Forces of the United Arab Emirates. Warwick: Helion & Company.